تعرّف على أهمية ترابط ازواج العملات

نشرت بتاريخ

باعتبار أن سوق الفوركس أكبر سوق في العالم، حيث يتوفر فيه إمكانية التداول على عدد كبير من العملات وأزواج العملات مقابل بعضها البعض، وايضاً إمكانية التداول على بعض السلع الثمينة الأكثر طلباً في العالم مثل الذهب والفضة وسلع الطاقة مثل النفط الذي يشكل جزءاً كبيراً من الصادرات العالمية، فإن بعض الصكوك المالية قد تشهد في أوقات غير منتظمة ارتباطاً فيما بينها صعوداً او هبوطاً بقيم ونسب متقاربة.

فمثلاً يلاحظ المتداول في وقت من الأوقات ان يشهد اليورو الأوروبي نتائج متباينة مقابل العملات الأخرى، فيشهد زوج اليورو مقابل الين EURJPY ارتفاعاً، وزوج اليورو مقابل الدولار EURUSD ارتفاعاً أيضا، في حين يشهد اليورو مقابل الجنيه الإسترليني EURGBP انخفاضاً.

 وقد ينطبق هذا الامر على عملات أخرى تشهد ارتباطاً بنسب مختلفة، هذا الامر يدل على انه ليس بالضرورة انخفاض او ارتفاع قيمة العملة ان يتم بنفس النسبة او نفس التأثير مقابل جميع العملات الأخرى، بل يتداخل هذا الامر بالعديد من المؤثرات الأخرى التي يمكن قياسها نسبياً.

يتكون كل زوج عملات من عملتين منفصلتين، ويكون سعر الأداة المالية هو سعر كل عملة مقابل الأخرى إذ تنتمي كل عملة منهم لاقتصاد بلد معين لهُ مكوناته الخاصة به بالإضافة لمؤثرات الطلب والعرض مقابل كل عملة أخرى على حدا.

فإذا ارتفعت قيمة عملة ما فإن هذا الامر يؤثر عليها امام جميع العملات الأخرى ولكن ليس بنفس الدرجة، فعلي سبيل المثال إذا ارتفعت قيمة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي بقيمة 100 نقطة مع الأخذ بعين الاعتبار ثبات الدولار، فإن قيمة الجنيه الإسترليني مقابل باقي العملات سترتفع ولكن ليس بالضرورة بنفس القيمة.

وأيضاً من الممكن ان ترتفع قيمة العملة الأخرى بزيادة اعلى من ارتفاع قيمة الجنيه الإسترليني، الامر يبدو معقداً ولكن يوجد خطوط عريضة تحدد ارتباط ازواج العملات بعضها ببعض، مع ضرورة التنويه إلى أن هذه العلاقات متذبذبة وليس بالضرورة ان تكون صالحة لكل عملة في جميع الأوقات.

كما يوجد نوعين من الارتباط في ازواج العملات،

الارتباط الإيجابي:

وهو الارتباط الذي تكون فيه العلاقة بين زوجين من ازواج العملات إيجابية أو طردية، أي يتأثران إلى حد ما بتأثيرات متشابهة ويتخذان اتجاهات متشابهة نسبياً، فإذا تحرك أحدهم صعوداً بسبب مؤثر ما فإن الاخر يتحرك بنفس الاتجاه متأثراً بنفس المؤثر.

فمثلاً زوجي اليورو الأوروبي مقابل الدولار الأمريكي EUR/USD، الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي AUDUSD، فارتفاع قيمة الزوج الأول لها حالة من اثنين، إما ازدياد الطلب وانخفاض العرض على اليورو أو انخفاض الطلب وازدياد العرض على الدولار، وفي كلتا الحالتين سيرتفع سعر الأداة المالية.

ولكن وفقاً للمؤثر الثاني فإن انخفاض الطلب وازدياد العرض على الدولار الأمريكي لا يكون فقط مقابلةً باليورو بل يكون مقابل جميع العملات الأخرى بنسب مختلفة، فنلاحظ تحرك AUDUSD بنفس الاتجاه الصعودي ولكن بقيم مختلفة مما يمثل علاقة ارتباط إيجابية.

أما الارتباط السلبي:

وهو نوع الارتباط الذي يكون فيه عملتين تتحركان في اتجاهات معاكسة لبعضهما البعض، مثلاً زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني USDJPY.

الخلاصة من ذلك يوضح أن ارتباط ازواج العملات يظهر عندما يتحرك زوجي عملات أو أكثر بشكل متزامن سواء ايجابياً او سلبياً.

حيث إن كل زوج يتكون من عملتين فإن كل واحدة منها تنتمي لاقتصاد معين له مكوناته الخاصة به وارتباطاته الاقتصادية باقتصاديات أخرى، ولا يمكن ان يكون تداول العملات بمعزل عن بعضها، الزيادة في قيمة العملة تنعكس على قيمتها اما كافة العملات وبنسب مختلفة ايجاباً او سلباً.

لذلك ارتباط العملات قد يعمل لصالحك او ضد مصلحتك كمتداول لذا لا ينصح بالتداول خلاف الارتباطات، يمكن استثمار ارتباط ازواج العملات للتأكد من وسائل التنبؤ باتجاه العملات ولتأكيد الصفقات، ويمكن استثمار الارتباط لكشف حالات الاختراق الكاذب لمستويات الدعم والمقاومة.